بر الأمهات عند السلف الصالح
من هم السلف الصالح..؟
السلف الصالح هم أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم والتابعون له رضي الله عنهم.
كانوا يبرون أمهاتهم، وضربوا بذلك أروع الأمثلة وهذا بعضها:
قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
رجلان من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم ص كانا من أبر من كان في هذه الأمة بأمهما،
فيقال لها: من هما؟ فتقول: عثمان بن عفان، وحارثة ابن النعمان
فأما عثمان فإنه قال: ما قدرت أن أتأمل أمي منذ أن أسلمت.
وأما حارثة فإنه كان يطعم أمه بيده.
وروى محمد بن سيرين – رحمه الله:
كانت النخلة تبلغ بالمدينة ألفاً، فعمد أسامة بن زيد إلى نخلة فقطعها من أجل خمارها، فقيل له في ذلك فقال: إن أمي اشتهته عليَّ، وليس شيء من الدنيا تطلبه أمي أقدر عليه إلا فعلته.
وكان محمد بن سيرين – رحمه الله – إذا كان عند أمه خفض من صوته وتكلم رويداً.
ومما يروى عن الصحابي الجليل أبي هريرة – رضي الله عنه:
أنه كان إذا غدا من منزله لبس ثيابه، ثم وقف على باب أمه فيقول: السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته، فترد عليه بمثل ذلك فيقول: جزاك الله عني خيراً كما ربيتني صغيراً.
فتقول أمه: وأنت يا بني فجزاك الله عني خيراً كما بررتني كبيرة، ثم يخرج فإذا رجع قال مثل ذلك.
ويروى أن أم مسعر استسقت من ابنها مسعر الماء في الليل، فقام فجاءها وقد نامت، وكره أن يذهب فتطلبه ولا تجده، وكره أن يوقظها، فلم يزل قائماً والإناء معه حتى أصبح.
يروى أن رجلاً جاء إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: يا أمير المؤمنين، أمي عجوز كبيرة، أنا مطيتها، أجعلها على ظهري، وأنحن عليها بيدي، فهل أديت شكرها..؟
قال عمر بن الخطاب: لا!
قال الرجل: لِمَ يا أمير المؤمنين؟
قال عمر بن الخطاب: انك تفعل ذلك بها، وأنت تتمنى موتها لكي تستريح، وكانت تفعل ذلك بك وهي تدعو الله عز وجل أن يطيل عمرك.
لقد رأى ابن عمر – رضي الله عنهما – رجلاً قد حمل أمه على رقبته وهو يطوف بها حول الكعبة فقال:
يا ابن عمر: أتراني جازيتها؟
قال ابن عمر: لا، ولا بطلقة واحدة من طلقاتها، يقصد ألم لحظة الولادة، ولكن أحسنت والله يثيبك على القليل كثيراً.
هؤلاء هم أهل الصلاح والتقوى … السلف الصالح يعرفون حق الأمهات، ويسعون في فعل الحسنات لهن، وترك السيئات التي تغضبهن.
أين نحن من هؤلاء … عندما نعرف أعمالهم ندرك على الفور أن أعمالنا ضئيلة، ولا تساوي شيئاً مقارنة إلى برهم ورعايتهم لأمهاتهم.
والحقيقة الواقعة التي تفرض نفسها أنك مهما أعطيت وقدمت لأمك فلن تستطيع أن توفي حقها وتؤدي شكرها، فبراً وإحساناً ورحمة بها في الحياة، وبعد الممات تنال رضا الله ورضاها، فتفوز بمكان في الجنة.
وفي غمار الاهتمام بالأم والدعوة إلى البر بها لا ننسى دور الأب الفعال على أبنائه، وواجب الأبناء في طاعتهم والإحسان إليهم وتكريمهم.
واليوم تشتكي الأمهات وتبكي بالدموع من عصيان البنات والبنين .
تقف الأم حائرة ، لم يفعل بها الأبناء هكذا ؟
انزواء في الغرف ، وامتناع عن الطعام بالنسبة للبنات ، وخروج من البيت والاستماع إلى أصحاب السوء ومبيت خارج البيت بالنسبة للذكور .
اليوم تبدو الأم في حيرة من أمرها ، وكذلك الآباء ، ولكن ليت المجتمع يبث بر الوالدين ، ويذكر بحقهما .
ما يردده الأبناء من عبارات حفظوها دون تفكير بها منها : لن أعيش في جلباب أبي !
أنا حرة !
دعونا نتمتع في شبابنا ..... الخ
أصلح الله الحال .