أحدث القياسات العلمية لشكل الإلكترون تقطع بأن شكل
ذلك الجزيء ليس دائريا ولا كرويا كما كان العلماء يعتقدون من قبل ، بل هو
منبعج مثل البيضة.
الإلكترونات هي تلك الجزيئات ذات الشحنات الكهربية السالبة ، والتي تدور
حول نواة الذرة في مدارات ثابتة ، وعندما يتغير مدار الإلكترون فإن شحنته
تتغير إلى الموجب ويمكن توليد الكهرباء منه.
وتتضح أهمية الكشف الجديد عن شكل الإلكترون في أنه قد ينفى صحة بعض النظريات الحديثة في الفيزياء مثل نظرية "التماثل الفوقي".
الكشف الجديد جاء نتيجة لأبحاث أجراها فريق من علماء جامعة جامعة لندن،
وأثبتوا من خلالها أن الإلكترون أبعد ما يكون عن الشكل المثالي الذي كان
راسخا في أذهان العلماء على مدى زمن طويل، وهو الشكل الكروي الدائري.
ويقول جوني هدسون رئيس فريق الباحثين بالجامعة "في الفكر التقليدي كان
العلماء يعتقدون أن الإلكترون هو جسيم منتظم الشكل الدائري مثل الكرة، ولكن
بعض النظريات الحديثة في الفيزياء أشارت إلى أنه قد لا يكون دائريا ،
ولذلك فإن ما قمنا به هو تصميم تجربة هدفها هو التحقق من شكل الإلكترون
بأكبر قدر من الدقة".
المعروف أن أفضل النظريات القائمة حاليا في مجال التفاعلات التي تحدث داخل
النواة هي نظرية "النموذج المثالي الموحد"، وتقول إن شكل الإلكترون هو
دائري كروي أو أقرب ما يكون إلى ذلك.
ولكن هذه النظرية ليست كاملة، وهي لا تشرح أثر الجاذبية الأرضية على تشكيل
الإلكترون كما أن قاصرة عن شرح بعض الظواهر الفلكية التي تحدث في الكون.
وكانت تلك الأسباب وراء محاولة العلماء بناء نموذج جديد لتلافي العيوب
الكامنة في نظرية النموذج المثالي الموحد ، وكانت أبرز المحاولات في ذلك هي
نموذج التماثل الفوقي.
وفي تلك النظرية فإن التشوه البسيط في شكل الإلكترون والذي قبلت به نظرية
النموذج المثالي الموحد تحول إلى انبعاج كامل إلى شكل البيضة.
ويؤكد العلماء في جامعة لندن أن بحثهم لا يستبعد صحة نظرية التماثل الفوقي ولكنه في الوقت نفسه لا يؤيدها.
ولذلك فإن أحد أهم أهداف ذلك البحث هو تحسين قياسات الانبعاج في شكل
الإلكترون إلى أقصى درجة ممكنة، ويأمل القائمون على البحث أن يتمكنوا من
تحقيق ذلك في غضون خمس سنوات يمكن بعدها يمكن بعدها الحكم على صحة نظرية
التماثل الفوقي وغيرها من النظريات الجديدة بعيدا عن المثالية غير الواقعية
في نظرية النموذج المثالي الموحد.