أختـــاه، هل تريدين حقاً أن تتغيري؟ .. إن كنتِ تريدين أن تنالِ المنزلة عند الله تعالى .. أن تكوني عابدة لله .. أن تكوني داعية مباركة أينما كنتِ .. وأن تحققي المعادلة النادرة: الأخت المؤمنة والزوجة والأم الصالحة،،
هيا بنا أختاه نكتب بحروف من ذهب قصة النجاح مع الله سبحانه وتعالى، هيا بنا نشحن قلوبنا ونغيّر من أحوالنا ..
الخطوة الأولي: أن تكوني صادقة العزيمة .. في البداية يجب أن يكون عندِك إرادة، ثم تتحول إلى همّ، وبعد ذلك تأتي العزيمة.
أول سؤال في طريق النجاح مع الله: ماذا تريدين ؟؟ .. قال تعالى {مَن كَانَ يرِيد العَاجِلَةَ عَجَّلنَا لَه فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نرِيد ثمَّ جَعَلنَا لَه جَهَنَّمَ يَصلَاهَا مَذمومًا مَدحورًا، وَمَن أَرَادَ الآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعيَهَا وَهوَ مؤمِنٌ فَأولَئِكَ كَانَ سَعيهم مَشكورًا} [الإسراء: 18 ,19]
عليكِ أن تقفِ وقفة محاسبة مع نفسك، فليس هناك خيارات أما أن تريدِ الدنيا أو تريدِ الآخرة ولا ينفع أن تجمعي بينهما .. لابد أن تصفي قلبك وإرادتك من الدنيا، واعلمي إنها لا تساوي شيئًا!
لذا يجب أن تحددي هدفِك بدقة ووضوح .. وهناك أمور ينبغي مراعتها عند وضع الهدف وهي:
1) يجب أن يكون الهدف واقعيًا وملائمًا لقدراتك.
2) تجزئة الهدف على مراحل إن كان الهدف كبيرًا .. كحفظ القرآن أو دعوة أفراد عائلتك.
3) تحديد وقت معين لتحقيق هذا الهدف.
4) كتابة الهدف أمر مهم لكي تتذكريه دومًا.
السؤال الثاني: ما أكثر شيء يشغل بالك؟ .. وهذه هي مرحلة الهمّ، فقد قال النبي "من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له" [رواه الترمذي وصححه الألباني] .. ابحثىِ و نقبىِ عما بداخلك، هل تريدين رضا الله والدار الآخرة؟ أم إن أهم ما يشغلك هو الناس والزواج و و و؟؟
السؤال الثالث: إلى أين تذهبين؟ .. نحن الآن في مرحلة العزيمة. ولكي تعرفي إذا كانت عزيمتك صادقة أم بها شوائب، استكشفيها بجهاز كشف الكذب ألا وهو عدم التردد.
فلا مجال للتردد، لأن التذبذب والتردد من صفات المنافقين .. {مذَبذَبِينَ بَينَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤلَاءِ وَمَن يضلِلِ اللَّه فَلَن تَجِدَ لَه سَبِيلًا} [النساء: 143]
يجب أن تأخذي الأمر بعزيمة صادقة وعليكِ بالإكثار من هذا الدعاء الكنز .. قال الرسول "يا شداد بن أوس إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد وأسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب"[صححه الألباني، السلسلة الصحيحة (3228)]
لو انتهت هذه الخطوة بنجاح واستطعتي أن تحددي فعلاً ما تريدين وما يشغل تفكيرك وإلى أين أنت ذاهبة .. فكل ما سيأتي بعد ذلك يسير إن شاء الله تعالى.
الخطوة الثانية: استعيني بالله وتوكلي عليه .. قال تعالى {.. فَإِذَا عَزَمتَ فَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يحِبّ المتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159]
والتوكل هو أن تثقي بالله وتيأسي مما في أيدي الناس .. فتتبرأي من حوّلك وقوتك وتنزلي حاجتك بالله وتتركي همومك له وحده ولا تعتمدي على قانون الأسباب.. فاستعينى بالله واستخدمي سلاح التوكل، تنجحي مع الله تعالى.
الخطوة الثالثة: خططي لتنجحي .. خططى لحياتك فلا ينفع أن يكون طريقك بلا تخطيط .. بل يجب أن يكون عندك خطة إيمانية .. لن تكونى ملتزمة وأنتِ فوضوية وعبثية.
الخطوة الرابعة: نظمي وقتك .. وهذا يكون كتالي:
1) تحديد الأولويات .. قدمي الأهم على المهم، والمهم على غير المهم .. ولا ينبغي أن تضيع لحظه بدون أن تتقربي فيها إلى الله تعالى.
2) تحديد مواعيد الانتهاء من الأعمال ..
الخطوة الخامسة: جدي واجتهدي .. عليكِ بخمس أمور حتى تتعلمي كيفية تفجير طاقتك في رضا الله سبحانه وتعالى ..
1) احذفي الكلمات ذات الدلالات السيئة من قاموسك منذ اللحظة .. مثل: فاشلة، محبطة، عاجزة، لا أستطيع، ليس في الإمكان أفضل مما كان!
2) استشعري فضل الله عليك فيما حباك به واصطفاك .. عددي نعم الله عليكِ، والمواهب التي حباكِ بها الله سبحانه وتعالى، واستثمري هذا في خدمة الهدف الذي تعيشين من أجله.
3) تخلّصي من عيوبك .. حددي نقاط الضعف وجوانب النقص، ثم اسعي لعلاجها وإصلاحها.
4) اعلي بهمتك ولا تطلبي إلا المعالي .. لا تقنعي بالدون وليكن حلمك الفردوس الأعلى، قال "إن الله تعالى يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفسافها" [رواه الطبراني وصححه الألباني]
5) لا وقت للتراخي .. ولا وقت للمبررات والاعتذارات .. خذِ من وقت فراغك لشغلك، قبل أن تسلبِ بركة الوقت أكثر مما هو حاصل الآن.
كيف تولدين طاقة الاجتهاد ؟
(1 مصاحبة الجادّات .. لأن الصاحب ساحب، والإنسان قد جبِل على التقليد خاصة بمن يعجَب به أو بصفة من صفاته.
2) قراءة سير العظماء .. فهي من أعظم وسائل التحفيز على الجدّ.
3) لابد أن تتركي بصمة في هذه الحياة .. ترى ما الذي ستتركيه من بعدِك؟