السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام...أخواتي الكريمات...
أنظُرُوا...إلى تَوْبَة هذا العالم الجليل...رحمه الله...رغم أنَّهُ بَحْرٌ في العلم..إِلاَّ أَنَّ هَذَا لَمْ يَمْنَعْهُ..مِنْ تِبْيَانِ مَعَايِبِهِ...للمسلمين....
وتحذيرهم منها...وهذا حَتَّى لاَيَغْتَرُّوا بِهَا...ويلتزِمُوا علمه...وَهُوَ قد أدرك أَنَّهُ على عقيدة ضالّة..وتبرّأَ منها.....وقد كان من المُتَكَلِّمَة...
نِعْمَ العَالِمْ هُوَ..وَنِعْمَ الخِصَال
الَّتي حَبَاهُ اللهُ...من التّواضع..وعدم الغُرور..
اقرأُوا رسالة توبتِهِ..وَتَمّعَّنُوا...وَخُذُوا العِبْرَة والحكمة..يرحمكم الله......وقد أتيتكم برسالة مُختصرة..نقلتُها كما جاءت..من رسالة:اعتقاد أهل السُّنّة...للحافظ أبوبكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي...
-[في السِّيَر19/ 443:<الإمام العلاّمة، البحر، شيخ الحنابلة، أبوالوفاء
علي بن عقيل بن عبدالله، البغدادي، الظفري، الحنبلي، المتكلّم، صاحب التّصانيف......علق كتاب الفنون، وهو أزيد من أربع مائة مجلّد، توفّي سنة458هـ.].
قال الذَّهَبِي في الميزان3/ 146:<خَالَفَ السَّلَف، وَوَافَقَ المُعْتَزِلَة في عِدَّة
بِدَعٍ، نسأل الله العَفْوَ والسَّلاَمَة، فَإِنَّ كَثْرَةَ التَّبَحُّرِ في الكلام رُبَّمَا أَضَرَّ بِصَاحِبِهِ، وَمِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَالاَيَعْنِيهِ>.
لَكِنَّهُ رحمه الله تَابَ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ، فقال:<إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللهِ تعالى من مذاهب مُبْتَدِعَة الإعتزال وغيره، ومن صحبة أربابه، وتعظيم أصحابه، والتّرحّم على أسلافهم، والتّكَثُّر بأخلاقهم، وَمَا كُنْتُ عَلَّقْتُهُ وَوُجِدَ بِخَطِّي من مذاهبهم وضلالتهم، فَأَنَا تَائِبٌ إلى الله تعالى من كتابته، وَلاَتَحِلُّ كِتَابَتُهُ، وَلاَقِرَاءَتُهُ، وَلاَاعْتِقَادُهُ...
وقد كانَ الشّريف أبوجعفر وَمَنْ كَانَ معه من الشّيّوخ والأتباع، سادتي وإخواني-حرسهم الله تعالى-
مُصِيبِينَ فِي الإِنْكَارِ عَلَيَّ، لِمَا شَاهَدُوهُ بِخطّتي من الكتب الّتي أتبرّأ إلى الله منها، وأتحقَّقُ أَنَّنِي كُنْتُ مُخْطِئًا غَيرَ مُصِيبٍ....>
(انظر: ذيل طبقات الحنابلة:1/ 144- 145)
ولابن قدامة جزء في توبة ابن عقيل، في مكتبة شيخنا حمّاد الأنصاري رحمه الله تعالى.
-قال ابن عقيل:قال حنبليٌّ-يعني نفسه-:
<اعلم أَنَّنِي حَقَّقْتُ النَّظَرَ تَحْقِيقًا لِنَفْسِي وَلِمُعْتَقَدِي، فَوَجَدْتُ أَنَّ أَصْحَابَ الحديث عَلَى السَّلاَمَة وَطَرِيقَةَ السَّلَفِ، وَمَا وَجَدْتُ ذلك بِيَقِينٍ إِلاَّ بَعْدَ أَنْ خُضْتُ مَقَالاَتِ النَّاسِ خَوْضًا، وَجُبْتُ مَذَاهِبَ الأُصُولِيِّينَ جَوْبًا، وَعَلِمْتُ أَنَّ أَصْحَابَ الحديث لَمَّا لَمْ يُصْغُوا إِلَى شُبَهِهِمْ سَلِمُوا، وَقَلَّ أَنْ يَسْلَمَ مِنَ الشُّبَهِ المُرْدِيَة-يعني أحدًا-مع خَوْضِهِ، وَلَكِنَّ اللهَ نَفَعَنِي بِذَلِكَ، حيثُ قَوِيتُ
عَلَى دَفْعِ شُبَهِ المُبْتَدِعِينَ، بِمَا قَدْ ضَمَّنْتُهُ كِتَابِي هَذَا كَثِيرًا من الفُصُول،
(قد يكون المراد كتابه الفنون، ففيه يكثر من ذِكْرِ قوله:<قال حنبلي>يريدُ نفسه)، وَعَلِمْتُ أَنَّ السَّلاَمَة لِلْقَوْمِ بِمَا قَدْ عَلِمْتُهُ.>
......انتهى مقال التّوبة......
هذه الإعترافات...أثَّرَتْ فِي...وقد أَكَّدَتْ لِي صِحَّة مَا قَالَهُ العُلَمَاء السُّنِّيِّن فِي الرَّدِّ على المُبْتَدِعَة..وأهل الضّلالات..وآمَنْتُ برسالة الشّيخ ربيع المُدْخَلِي حفظه الله..وأطالَ عُمْرَهُ لِحِمَايَة السُّنَّة..والمَنْهَجِ الَّذِي ارْتَضَاهُ
اللهُ لِعِبادِهِ المسلمين...وهي<المحجّة البيضاء في حماية السُّنَّة الغَرَّاء
من زَلاَّت أهلِ الأخطاء وَزَيْغِ أهلِ الأهواء>...
نسأل الله العفو والعافية في الدُّنيا والآخرة..ونسأله الثّبات على الحقّ.
وقول الحقّ...ونشر كلمة الحقّ.ونسأله التّوفيق في ذلك..
......أرجُو تثبيت هذه المقالة...حفظكم الله...
وصلّى الله وسلّم على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين...والحمدلله ربّ العالمين...
...تحيّة الإسلام الخالصة....إلى كلّ القلوب المُخلصة....
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته