منذ أكثر من ثلاث سنوات وأنت تنادينا.. تصرخين علينا.. تستنجدين بنا .. منذ شهور طويلة وأنت تئنين، تتألمين.. تظهرين أوجاعك وتعلنين جراحك..
سئمنا أخبارك على قنواتنا وإسمك المكتوب على صفحات كل جرائدنا وصحفنا، فأينما توجهنا وجدناك امام خلقتنا ..اما لك من أاحد غيرنا ، أما ظهر لك في الارض من جبان غيرنا.
كفى يا غزة نداء واستغاثة..فلن نسمعك، نعم لن نسمعك، ولن نهتم لك، بل ولن نرد عليك.. ووجهي نداء لاقصى الشمال او اقصى الجنوب،حيث لا نحن هناك ولا انت هناك...
هذا ردنا يا غزة..
رد حكامنا..
علمائنا..
شعوبنا..
هذا رد صغيرنا وكبيرنا.. فخذيه منا
يكفيك من جاءك من وراء سبعة ابحر، جاؤوك بلا خوف ولا وجل، جاؤوا لزيارتك وعادوا إلى أوطانهم يحملون صوتك لأهلهم وذويهم، وجاؤوك ثم خرجوا بمرضاك ليعالجوا، ولطلبتك كي يدرسوا.. لقد قاموا بالواجب الذي عجزنا عنه.. فيكفيك هؤلاء زوارا يا غزة..
أما نحن فلنا دنيا كبيرة.. وأمتعة وفيرة.. لا تسمح لنا حتى بسماع صوتك.. فلا تفكري مرة أخرى في إزعاجنا، لأن في حياتنا أمورا أهم منك..
يا غزة..
انتظري سفنا غير سفننا
انتظري وفودا غير وفودنا
انتظري عجما انتظري فرسا انتظري انتظري هنودا، لكن لا تنتظري عربا..
يا غزة..
لقد خرس آذاننا منذ زمن بعيد أما تعلمين؟
وعميت أعيننا منذ زمن أما تدرين؟
وقست قلوبنا يا غزة..
فلن تقتحم آذاننا صوت صفارات إنذارك معلنتا انقطاع ضوئك
ولن يحرك فينا شيء صوت بكاء أطفالك من المرض والجوع
إننا نهتم بأطفالنا الآن، ووقتنا ملك لأشغالنا واهتماماتنا..
أما أنت فآخر شيء نفكر به..
شاشات تلفازنا يا غزة تخطأ أخبارك
ورسائلنا المتبادلة لا تحمل اسمك أو أي خبر عنك
فيا غزة بالله عليك.. لا تزعجينا أكثر
