نقاش حول موضوع الاحتفال بـ "يوم الميلاد"

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اليوم حبيت اناقشكم فى احد المواضيع وهى الاحتفال بيوم الميلاد سأقدم ما عندى واتمنى ان يكون موضوع للنقاش لكى يبيدى كل من الاعضاء رأيه فى الموضوع

وهدا ما عندى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..

الموضوع باين من عنوانه .. ما رأيكم بالاحتفال بيوم الميلاد وليس عيد الميلاد .. خاصة إذا اشتمل على الضوابط التالية :

الأول:ألا يشتمل الاحتفال على محرم .
الثاني:ألا يكون القصد منه تعبدي وإنما احتفال إنساني محض.
الثالث:ألا يقال عيد ميلاد وإنما يقال نحتفل بيوم ميلاد فلان أو فلانة.
الرابع:ألا يكون فيها إظهار لشعيرة من شعائر الكفار أو تشبه محض فيما هو من خصائصهم .

لذا هل يمكن أن نقول أنه لا بأس بهذه الاحتفالات بالضوابط التي ذكرتها ؟؟

وجهت نظري .. نعم يجوز .. ولكن ينبغي اجتناب ما فيه تشبه بهم كإيقاد الشموع فهو طقس من طقوس النصارى فالابتعاد عنه واستبدله بأمر آخر يكون أفضل وأما التهنئة والإهداء فلا بأس بها ..

قد يسأل سائل كيف تقول جائز وفيه تشبه بالكفار؟

فأقول ما كل تشبه بالكفار حرام ,فالتشبه منه ماهو جائز ومنه ماهو محرم .فالمحرم ما أفضى الى تقليدهم في أعمالهم السيئة أو ماهو خاصة من خصائصهم التي يتميزون بها عن المسلمين أو ما فيه إشارة الى طقس أو عبادة من عباداتهم المبتدعة . وما عدا ذلك خاضع لمبدأ التأثر والتأثير .
وعلى الإخوة أن يضعوا في الحسبان القاعدة الفقهية المتفق عليها والتي تقول (الأمور بمقاصدها)فإذا كان المقصود إدخال السرور والبهجة على إخوانك وأنت قد اجتنبت المحاذير الشرعية التي صدرنا بها فتكون هذه الوسائل ماهي إلا محققة لهذه المقاصد الحسنة ولا تتنافى أبدا مع الشريعة بل تنمي المحبة والألفة بين الناس فلماذا نحجر واسعا ونضيق موسعا .

ونأخذ نماذج مهمة يحتاج الناس الى معرفتها:
الاحتفال بيوم الأم جائز للأسباب التالية:
(1) أن السبب في إقامة هذا الاحتفال مشروع فهو سبب دنيوي وليس سببا دينيا وقال عليه السلام (أنتم أعلم بأمر دنياكم)
وقال(ما تقولون إن كان في دينكم فإلي وإن كان في دنياكم فشأنكم).صححه الألباني.
(2) أن التسمية باليوم أو الأسبوع ليست تسمية شرعية إسلامية بل هي تسمية يشترك فيها جميع الناس.
(3) ليس في الاحتفال بهذه الأيام تعظيم لأمر من أمور الجاهلية أو فرحا بارتكاب ظلم ومعاصي.
(4) هذه الاحتفال لا يشتمل على محرمات وتجاوزات شرعية .

أما عيد الأم وعيد العمال وعيد الميلاد للمسيح وعيد شم النسيم الفرعوني وعيد النيروز وعيد الغدير فكلها محرمة ولا يجوز الاحتفال بها لأنها لا تجتمع فيها الشروط الأربعة المذكورة ..

ولو قال قائل ماذا عن الاحتفال بيوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم ؟

فنقول هذا لا يجوز أبدا بل هو بدعة منكرة,وهو كمن يقول أصلي بغير نية القربة أو أذكر الله بغير نية القربة وذلك "لأن هذه الأمور المتعلقة بالدين الأصل فيها التوقيف"..
أما الاحتفال بتأسيس شركة أو مدرسة أو ملتقى سنوي للموظفين أو زواج ونحو ذلك هذا ليس فيه معنى التعبد أو يدل على أمر ديني أو شعيرة فيكون جائزا لذا قلت في الضابط الأول ألا يكون سبب الاحتفال ديني أو له علاقة بالدين وإلا دخلنا في إطار البدعة والإحداث في الدين .

ما هو سبب الاحتفال باليوم الوطني ؟
الجواب: سببه حصول نصر لدولة ما أو توحيد دولة وقيامها في ذلك اليوم .
ولم يخطر ببال أحد أنه يفعل ذلك محبة لله تعالى ,وإنما يفعل لمناسبة إنسانية لا دخل فيها للقربة بحال والأصل في الأشياء المباحة الحل فلما كان السبب مباحا غير مرتبط بقربة أو عبادة أو ذكر.. كان الأصل فيه الحل فلا يحتاج لأن نقول هل يوافق الشرع أم يخالفه لأن السبب خارج عن إطار التعبد لله تعالى..

أخيرا .. أحب أن أؤكد على نقطتين :

الأولى : الألفاظ مرتبطة بالأحكام بمعنى آخر أن المسميات في الشريعة الاسلامية مهمة ويترتب عليها أحكام:
مثال ذلك:
لو قلنا (العيد) فإن العيد عبارة إسلامية شرعية وبما انها شرعية فلا يمكن أن يزاد فيها أو ينقص وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (قد أبدلكم الله خيرا منهما يوما عيد يوم فطركم من صومكم والآخر يوم أكلكم من نسككم)..فلو قال أحد (العيد الوطني ) أو (عيد الأم) لكان مسيئا بذلك ,لأنه أدخل في الإسلام عيدا وشعيرة ليس منه فأصبح مبتدعا بذلك ,وأحدث في الإسلام ما ليس منه .
لكنه لو غير المسمى وقال (اليوم الوطني )أو (يوم الأم ) لكان جائزا لأن (اليوم)ليست عبارة إسلامية شرعية بل هي عبارة يشترك فيها جميع أهل الأرض عربهم وعجمهم برهم وفاجرهم .فتأمل الفرق.

الثانية : أن هذا الكلام منقول بتصرف عن علماء فضلاء ولم أذكر أسمائهم ..



**

**

**

منقول