يعتقد الكثير من الناس أن قشور الفاكهة والخضر هي مجرد أغلفة حافظة للثمار، وأن فائدتها الوحيدة تتمثل في حفظ مذاقها وشذاها، بينما نظرة إلى جلد الإنسان قد تخبره بغير ذلك، ففضلاً عن كونه يحفظ الجسم، يكاد يكون العنصر الأقوى لدى الإنسان، فهو أول من يصافح عناصر الطبيعة من ماء وهواء، والأكثر عرضة لمتغيراتها وتقلبات الجو. وهذا ما ينطبق نوعاً ما على قشور الفاكهة والخضر.
تؤكد العديد من الدراسات الطبية وأبحاث التغذية الصحية أن قشور الفاكهة والخضر تحتوي على العديد من الفيتامينات والبروتينات والألياف والأملاح المعدنية والعناصر الغذائية، التي ربما لا تتوافر في الثمرة نفسها! وينصح الأطباء واختصاصيو التغذية بأن لا تقشر الفاكهة أو الخضر، إلا إذا كانت القشرة غير صالحة للأكل كقشور الأناناس والقرع والباذنجان، ولا تستعمل منها إلا الطازج -فور تقطيع الفاكهة- كون القشور تفقد الكثير من خصائصها بعد دقائق من تقشيرها عن الثمار.
فوائد جمّـة
تحوي بعض قشور الفاكهة على مركبات حيوية مانعة للالتصاق، تعيق ارتباط الجراثيم بجدران الأمعاء، وتسهّل عملية الهضم وتريح المعدة. تلك أولى
وأهم فوائد قشور الفاكهة التي تشير إليها ''تبدأ فوائد قشور الفاكهة من الملمس،
فبعض أنواعها كالخوخ والتوت والليمون يفيد الأصابع وبشرة باطن الكف، ومعظمها لها دور في عملية تنظيف الأسنان بخاصة بعض الطعام كالتفاح والبرتقال والكمثرى..
كما أن العديد منها تحوي مركبات لها قدرة على امتصاص المواد العضوية مثل الكلسترول والدهون، وطردها خارج الجسم خلال عملية البراز، وتساعد تلك القشور على منع نمو البكتيريا غير الهوائية التي تكوّن المركبات المسرطنة''.
خصائص القشور
وتعدد أنواع الفاكهة والخضر التي تحتوي قشورها على عناصر غذائية مفيدة لجسم الإنسان، ''تأتي قشرة التفاح في مقدمة القشور المفيدة للإنسان، إذ تحتوي على ماء و سكر و فيتامينات أ - ب1- سي، وألياف وبوتاسيوم وكالسيوم وفوسفور وحديد، وهي عناصر تساعد على التخلص من الحموضة و الغازات في المعدة وتحد من ارتفاع الكوليسترول في الدم..
كما تعالج قشرة التفاح حالة الإسهال بفضل قدرتها على تنظيم عملية الهضم في المعدة و الأمعاء، فضلاً عن تنظيفها -كما أشرت- للأسنان واللثة بعد تناول الغذاء.
أما قشرة فاكهة الكمثرى فهي تحتوي على ماء وأحماض و ألياف ودهون وسكر وفوسفور وصوديوم ويود وبوتاسيوم ومغنيسيوم ومجموعة كبيرة من الفيتامينات، لذا تعتبر قشورها منظف قوي للمعدة والأمعاء، وتساعد في التخفيف من ضغط الدم المرتفع''.
هنالك خطأ يرتكبه بعض الناس حين يقومون بدافع الحرص الزائد بتقشير بعض أنواع من الفاكهة مثل (الخوخ والمشمش والعنب) التي تتجلى فوائدها في قشرتها الرقيقة البسيطة،
مثلاً: ''تحتوي قشور الخوخ على الرغم من رقتها ونعومة ملمسه، على خصائص مهمة، وعناصر غذائية يحتاجها الجسم من ماء و سكر وبروتين وحديد وفوسفور وكبريت، وعدة فيتامينات، تساعد جميعها على تنشيط المعدة والهضم، وهي مدرة للبول وتفيد في حالة عسر الهضم كما تساعد تلك القشور على إزالة حصى المثانة. كذلك ''المشمش'' تحتوي قشوره على فيتامينات أ - ب - سي، و سكر و دهون وألياف وكالسيوم وبوتاسيوم وحديد وفسفور. فتساعد تلك القشور في صنع كريات الدم الحمراء وتزيد من قوة الجسم، وتنفع في حالة فقر الدم و لوظائف الكبد والكلى''.
''أما العنب فتحتوي قشوره على ماء وجلوكوز ودهون وكربوهيدرات وبروتين و فيتامين سي، لذا تعتبر منشطة للعضلات و الأعصاب و مجددة للخلايا وطاردة للسموم من البدن ومدرة للبول و مفيدة للعظام وعلاج النقرس و الروماتيزم''.
''ثمة قشور فاكهة تدفع القارئ للاستغراب إذا تحدثنا عن فوائدها الجمة، ومنها قشور البرتقال والشمام الأصفر. تعتبر قشرة البرتقال وكذلك الليمون، إحدى أكثر القشور فائدة لجسم الإنسان. وأقصد باطن الغلاف أي القشرة الداخلية، حيث تحتوي على فيتامين سي، وماء وألياف وحديد وكالسيوم ومواد كربوهيدراتية وكذلك مركب ''البكتين'' غير القابل للهضم والذي يملك خصائص حيوية مميزة يشجع نمو البكتيريا المفيدة -الإيجابية-في الأمعاء الغليظة، فتمنع بدورها الإصابات الانتانية والمعوية، كما تلعب دوراً حيوياً في الوقاية من الجراثيم المسببة للتسمم الغذائي، ولعل تناول نثارة الغلاف الخارجي ( القشر المبشور) يعطي تأثيرات إيجابية منشطة. وهذا ينطبق على ''الليمون'' الذي تحتوي قشرته على كربوهيدرات حيوية تعرف باسم '' أوليجوسكارايد''. أما قشور ''الشمام'' فإن باطن الغلاف أي القشرة الداخلية تحتوي على ماء وبروتين ودهون وسكر وألياف وفيتامينات سي - ب، وأملاح معدنية تفوق الموجودة في الثمرة ذاتها! لذا فإن ثمرة الشمام الأصفر مفيدة لدرّ البول ومنقية للدم وتساعد في علاج أمراض الكلى و الإمساك و البواسير''.
استخدامات أخرى
''فوائد بعض قشور الفاكهة والخضر لا تقتصر على صحة الجهاز الهضمي لدى الإنسان، فثمة استخدامات أخرى.
وتفيد بعض قشور الخضر مثل (البطاطا والجزر والخيار والبندورة) بسبب احتوائها على الألياف الطبيعية الضرورية للجسم، والنشويات والفيتامينات، في العديد من الاستخدامات،
فالنشاء في قشور البطاطا يزيل بثور الوجه والجسم،
وتعمل قشور ''الخيار'' على شد البشرة وتنقيتها،
وتقوم قشور الجزر بتلطيف البشرة وتبريدها،
وتمتص قشور البندورة التعرق من ثنايا أصابع اليدين والقدمين. لذا، تقوم بعض شركات التجميل بتجفيف هذه القشور وطحنها وإدخالها في الصناعات التجميلية كالصابون والشامبو والبلسم والمراهم.
ومن الاستخدامات الأخرى لهذه القشور: صنع مربيات وعصائر، ويستخدم نثارها (المبشور) في صنع كعكة الكيكة وبعض الحلويات.
إضافة إلى ذلك، فإن مزيج قشور الفاكهة والخضر يساهم في بناء السماد العضوي للتربة، لاستخدامه كوسيلة للحصول على الأسمدة''
